بدعوه كريمه من السيدة لميس حمدان لحضور جناح الامارات في بينالي البندقية وترتيبات كامله لي وللفريق المرافق في الرحله .. ومن ضمن جدول الرحلة زياره الي افتتاح جناح الكويت وكانت حريصه جدا علي حضور هذا الجناح …
واضح في البانر ان الموضوع عميق بس ما توقعت ان في مجموعه صور ممكن تحكي صوره وقضية بهذا العمق .. اول ما دخلت لقيت الفنانة ثريا البقصمي والفنان جاسم بوحمد والسيد محمد العسعوسي في استقبالي رحبو فيني وعرفوني علي باقي المجموعة في جناح الكويت .. من أكثر ما أثار تساؤلاتي ماهي الرسالة المراد توصيلها عن الكويت من خلال هذا المعرض العالمي!
اليوم ٨ يونيو ٢٠١٣ وصلني رد من الأخت آلاء يونس :
في العام ١٩٨٨، كلفت صحيفة الرأي العام الفنان سامي محمد لإنتاج تمثال للأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح (١٩٦٥-١٩٧٧)، وتبلغ أبعاد التمثال البرونزي ٤ × ١.٤ × ٠.٦ متر ويزن ما يزيد على طن من البرونز، ويُصوّر الشيخ مبتسماً وقد رفع يده في تحية. يعرض في “أعمال وطنية” نسخة من مادة الفايبرغلاس ليد التمثال، حضّرها الفنان كدراسة أثناء تنفيذه التمثال في بيزنستوك بإنجلترا، وكذلك يعرض رسماً يعرض لدراسات لمنصة تجمع هذا التمثال وسابقه الشيخ عبدالله السالم إلى جانب أعمال سامي محمد الآخرى التي ستظهر في السنوات السابقة واللاحقة للمشروع. استلهم معرض “أعمال وطنية” من هذا الرسم ومن صور سامي محمد عبر سنوات مختلفة إلى جانب هذا التمثال. روى الفنان قصصاً عن الشك والخوف من الرفض التي عاشها في شهور تحضير العمل، وكيف انتظر أن يرى صاحب التكليف تمام الشبه بين الأمير الراحل وبين نموذج الرأس الذي نُفّذ بالكويت، قبل أن يُنقل إلى لندن لينجز الجسد والرأس نحتاً متكاملاً من مادة البرونز. كان تصور الفنان لتمثال للشيخ عبدالله السالم الصباح (١٩٥١ – ١٩٦٥) قد فاز سابقا في مسابقة أجراها عميد دار الرأي العام، وصنع على إثرها تمثال تبلغ أبعاده ٣ × ٢.٥ × ١.٧ متراً، أزيل عنه الستار عام ١٩٧٢ في موقع الدار في احتفال مهيب في الكويت. يصور التمثال الأمير جالساً على كرسي، جلسة مهيبة بنظرة وقادة وقدم خطت خطوة للأمام. ترتكز ذراعه اليسرى على كتاب ضخم يرمز للدستور. غُلّفت جوانب التمثال بتصاوير لمواطنين، رجال ونساء، من مهن وأسباب مختلفة. تحت الدستور بنّاء وعامل وطبيب أو محامي وطالب وعلى الجهة الخلفية من التمثال جسد بحّار، نفذه الفنان على غرار نحت آخر أنتجه العام ١٩٧٠. يقدم في المعرض نسخة برونزية مطابقة لرأس تمثال الشيخ عبدالله السالم ومجموعة من الصور التي أخذها الفنان بنفسه والمطبوعات نشرت في عامي إزاحة الستار عن التمثالين ومجموعة من الصور الحديثة للتمثالين اليوم. أثناء الغزو حاول الجنود خلع التمثالين من مكانهما في دار الرأي العام وعندما لم يفلحوا أصابوهما بالرصاص الذي لا زالت آثاره واضحة في أجزاء من جسد التمثالين وأرسلوا في طلب الفنان ليصنع تمثالا لصدام حسين، مما اضطره إلى التخفي والتنقل المستمر ومحاولة حماية أعماله الفنية الأخرى.
يعرض في المعرض كذلك مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي اختيرت لمواقع مهمة في تاريخ الكويت وتطويرها، سواء أكانت مأهولة أو مهجورة حاليا. مدرسة عبدالله السالم، ومثيلاتها، مدرسة مهمة جدا في بناء أبناء الكويت من كل الجنسيات، وقصر السلام عمل كقصر لاستقبال الضيوف وبني عام ١٩٦١ في عام الاستقلال ورغم أنه لم يصلح من بعد تخريبه أثناء الغزو، إلا أنه اليوم الموقع المرشح لبناء مجمع للثقافة. كذلك مبنى مجلس الأمة الذي تضرر في الحرب إلا أنه رمم بشكل سريع وأعيد تشغيله وكأن شيئا لم يصبه. المبنى صممه المعماري يورن اوتزون وهو نفس المعماري الذي صمم أوبرا سيدني الشهيرة عالميا، واستغرق تصميمه ما بين ١٩٦٩ و١٩٧٥، وتم البدء ببنائه في ١٩٧٨ بقرار أميري، وقرر أن تستخدم التكنولوجيا المحلية لصناعته ولذلك جاء إنتاجه على شكل وحدات ضخمة تصب من الخراسانة وتنقل في الموقع نفسه. في كتيب المعرض نرى صور المعماري داخل موقع الإنشاء وكذلك صور العاملين بالموقع وللصور أثر بالغ في تصور أثر الفرد في مشروع حداثة الكويت التي اختير لها أن تبنى داخلها ولا تستورد بالضرورة جاهزة من الخارج. المعرض يحتفي بمكانة الفرد في بناء الأمة وفي قصة تطور الكويت التي كبرت فيها أحجام البيئة المبنية والمشاريع التي يشرف عليها أو ينفذها أفراد. لذلك نرى الفنان طارق الغصين متماهيا مع هذه المواقع، مرات في حجم كبير ومرات في حجم صغير، ومرات يبين وأخرى لا يبين، حتى نرى أو نتخيل الفرد في مقابل الموقع/المشروع/الدولة/الأمة. لذلك فإن من أسس بنكا، أو مدرسة، أو شركة انشاءات، أو عمل في الثقافة أو التعليم أو الخارجية أو غيرها كان وكأنه يعمل أعمالا وطنية، من فرد للأمة، أو للوطن. كذلك تمثالي الفنان الذين عرضا حياته للخطر وكان عليه أن يتفادى أن يصنع تمثالا اخر ضد وطنه، أصبح لهذين التمثالين معنى رمزي مرتبط بالأعمال الوطنية. فكرة المعرض استلهمت من صورة الفنان سامي محمد وهو يعمل على تمثال الشيخ صباح السالم والذي يبلغ ضعفي حجمه على الأقل. في الرسم المعروض على الحائط لوحده في غرفة تمثال الشيخ عبدالله السالم نرى رسم التمثالين قرب رسوم لأعمال فنية أخرى قام بها الفنان قبل وبعد تنفيذ العمل. كيف هدد إنتاج فني حياة فنان، وكيف اعتبرت صناعة تمثال رمز للوطنية. على جوانب تمثال عبدالسالم نحتات بارزة لطالبة ومعلم وبناء وعامل، وهذه المواقع التي بحثنا عنها في الصور، التي أخذت في أوقات سكون هذه المواقع حتى نستطيع أن نرى شخصا واحدا فقط فيها، ألا وهو الفرد. سوق الأوراق المالية صورة جميلة جدا وتعكس المكان الذي يطيل عمر الثروة التي حبيت بها الكويت من خلال الاستثمار والتجارة. السوق فعال واخذت الصورة بعد انصراف الموظفين فورا، ولا زالت اللوحات مضاءة. الملعب لا زال قيد البناء، والجزيرة الصغيرة التي يتعلق عليها الفنان هي أم الغاز التي ردمت في السنوات المبكرة للتنقيب عن النفط في الكويت ونرى في الخلفية الأبراج الجميلة الأيقونية للكويت. أسباب اختيار المواقع، هي لبيان تاريخها الغني الحاضر في هذه الأماكن، سواء التي تعمل أو التي لا تعمل، وبيان نسبة الفرد كذلك في هذه الأمكنة.
الفنانون: سامي محمد، طارق الغصين
سامي محمد ولد بالكويت عام ١٩٤٣. انضم إلى المرسم الحر كفنان متفرغ العام ١٩٦١، في نفس العام الذي تطوع فيه ضمن صفوف الدفاع المدني أثناء أزمة الحدود مع العراق. وفر المرسم الحر للفنان الدعم الذي ساعده على استثمار وقته في تطوير فنه بعد عام ١٩٦٢. شارك الفنان في معارض الربيع التي عقدت سنوياً في المدرسة المباركية، قبل أن يُبتعث إلى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام ١٩٦٦. أسس الفنان مع فناني المرسم الحر الجمعية الكويتية للفنانين التشكيليين عام ١٩٦٧ وبينالي الفن العربي عام ١٩٦٩. حصل الفنان على بعثة أخرى للدراسة في معهد ستوديو جونسون التقني للنحت في ولاية نيوجرسي العام ١٩٧٤، وهو يمثل دولة الكويت في معارض إقليمية ودولية منذ العام ١٩٧٢.
طارق الغصين ولد بالكويت العام ١٩٦٢، إلا أنه قضى كثيراً من طفولته خارجها. عاد العام ١٩٧٨ لاستكمال الدراسة والتحق بالجيش لمدة عام واحد قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة لدراسة التصوير الفوتوغرافي في جامعة نيويورك، ومن ثم شهادة الماجستير من جامعة المكسيك. استُدعي العام ١٩٩٠ لاستكمال الخدمة العسكرية، حيث كان يُجنّد الكويتيون في سن الثامنة عشرة لمدة سنة واحدة وسنة ونصف قبل عمر الثلاثين. يوم ١٧ يناير ١٩٩١، مُنعت الطائرة التي استقلها الفنان من الإقلاع إلى الكويت بسبب اندلاع الحرب البرية مع العراق، ولما تعذرت العودة إلى الولايات المتحدة، انتقل للعيش بمصر، ثم عمل مدرساً بالجامعة الأميركية بالشارقة لمدة خمسة عشر عاماً. يعمل حالياً أستاذاً للفنون البصرية في جامعة نيويورك أبو ظبي.
المنسقة الفنية: آلاء يونس ولدت بالكويت وتقيم في عمّان. نسقت معرض “أمّن ظهرك” في مركز الجزيرة للفنون بالقاهرة (٢٠١٣)، متحف أدوات ترد الغياب في متحف الفن الحديث بالكويت (٢٠١٢)، تعلم لحظي من أحداث جسام في مكان بعمان، ٢٠١١)، خرائط وخطوط زمن وبرامج اذاعية في مركز لاجاليري بباريس (٢٠١١)، خارج المكان في متحف تيت مودرن ودارة الفنون (٢٠١١)، وبرامج أفلام في مهرجان أراب شورتس (معهد غوته، القاهرة، ٢٠٠٩ – ٢٠١١).
المكلف: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
تأسس في العام ١٩٧٣ وهو مؤسسة حكومية تنظم، تدعم، وتدير فعاليات المتاحف الوطنية ومؤسسات الفنون الأدائية والمكتبات والأبحاث الأثرية والحفاظ على التراث الثقافي في الكويت.
Tags: art, biennale, Dubai, Kuwait, Pavilion, UAE, كويت, Venice, الكويت